فلولا أنه سبحانه جعل هذا البيت لعبادته لانتهى وانتهت منهم السيادة فلا يقدرون أن يذهبوا إلى رحلة الشتاء ولا إلى رحلة الصيف؛ ولذلك يقول سبحانه: ﴿فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هذا البيت﴾ [قريش: ٣].
فسبحانه الذي جعل لهم السيادة والعزّ. وهو: ﴿الذي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ﴾ [قريش: ٤].
وجاء لهم بثمرات كل شيء، وآمنهم من خوف حين تسير قوافلهم في الشمال وفي الجنوب.
﴿أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الملك﴾ فإذا كان لهم هذا النصيب، فلا يأتون الناس نقيرا أي لا يعطونهم الشيء التافه.
ويقول الحق بعد ذلك: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ الناس... ﴾.
والحسد هنا لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ؛ لأن ربنا قد اصطفاه واختاره للرسالة،
ولذلك قال بعض منهم: