فالمؤمن يعلم أنه إما أن يُقتل ويكون شهيداً، وإما أن يَغلب معسكر الكفر. وهو يتربص بالكافرين أن يُصيبهم الله بعذاب من عنده أو بأيدي المؤمنين، إذن فالمؤمنون رابحون على كل حال، والكافرون خاسرون على كل حال.
و «المعرى» قبل أن يهديه الله وكان متشككاً قال:
تُحطمنا الأيام حتى كأننا | زجاج ولكن لا يُعاد لنا سبك |
زعم المنجم والطبيب كلاهما | لا تحشر الأجساد قلت إليكما |
إن صحّ قولكما فلست بخاسر | أو صحّ قولي فالخسار عليكما |
والحق يقول: ﴿وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ الله فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً﴾ وسبحانه هنا يطيل أمد العطاء. انظروا دقة الأداء القرآني، لأن الذي يتكلم هو الله، ولنر كيفية ترتيب فعل على فعل، فحين أقول لك: «احضر لي أكرمك»، فبمجرد الحضور يحدث الإكرام، ولكن إن قلت لك: «إن حضرت إليّ فسأكرمك»، فهذا يعني أن الزمن يمتد قليلاً، فلن تكرم من فور أن تأتي بل أن تحضر عندي وبعد ذلك تأخذ تحيتك، ويأتيك الإكرام بعد قليل.