بذلك. فإن كان قد حصل كلام فهو قد سمعه، وإن كانت قد دارت خواطر في النفس فهو يعلمها؛ لأن العاقل قبل أن يتكلم لا بد أن يدير الكلام في النفس. وكل كلام لا بد له من نزوع. وهو سبحانه السميع العليم أزلا وأبدًا.
ويقول الحق: ﴿قُلْ ياأهل الكتاب... ﴾
عندما يوجد شيء مشترك بين النصارى واليهود يحدثهم الله بقوله: ﴿قُلْ ياأهل الكتاب﴾ أما الشيء الخاص فهو يتحدث به لكل فئة بمفردها. والغلو هو أن يتطرف إنسان في حكم ما إيجاباً أو سلباً. وهو إما الإفراط في المنزلة العالية وإما التفريط في المنزلة الدنيا. ولذلك نجد المتناقضات دائماً في الغلو. «ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يقول لسيدنا علي - كرم الله وجهه -: يا عليّ، يهلك فيك رجلان.. محب غال ومبغض غال» ويقول: «يا عليّ لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق».
ويقول: «يا علي ستقاتلك الفئة الباغية»
إن هناك من أحب سيدنا عليًّا إلى درجة أنهم اعتبروه نبياً وقالوا: إن الوحي أخطأ عليًّا وجاء إلى رسول الله محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أو اعتبروا عليًّا إلهاً!! وكل ذلك غلو، فقد أحبّوه إلى منزلة فيها غلو وإفراط.


الصفحة التالية
Icon