وقد تكلم الحق عن المكان ولم يتكلم عن الزمان: ﴿ثُمَّ قضى أَجَلاً﴾ أي قضى أجلاً لكل واحد، ثم جعل أجلاً لكل شيء مسمى. والآجال في الآحاد تتوارد إلى أن يأتي أجل الكل وهو يوم القيامة، ﴿ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ﴾ والدلائل التي أوردها الحق كفيلة بألا تجعل أحداً يشك، ولكن هناك من يماري في ذلك بعد كل هذه المقدمات.
ويقول الحق سبحانه من بعد ذلك: ﴿وَهُوَ الله... ﴾
والله هو علم على واجب الوجود، وهو الاسم الذي اختاره الله لنفسه شاملاً لكل صفات الكمال، والصفات الأخرى نحن نسميها الأسماء الحسنى: مثل القادر، والسميع، والبصير، والحي، والقيوم، والقهار، كلها صفات صارت أسماء لأنها مطلقة بالنسبة لله. وهذه الصفات حين تنصرف على إطلاقها فهي الله، ومن الجائز أن تضاف في نسبتها الحادثة إلى غير الله. أما اسم «الله» فلا يطلق إلا على الحق سبحانه وتعالى.
ويتحدى الله الكافرين به أن يسمي أحدهم أي شيء غيره ب «الله». ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً﴾ [مريم: ٦٥].
وسمع الكافرون ذلك ولم يجرؤ أحدهم أن يسمي أي شيء باسم «الله». وهو لون من التحدي باقٍ إلى قيام الساعة ولا يجرؤ أحد أن يقول عكسه أو أن يقبله فيسمي شيئاً أو كائناً غير الله ب «الله».


الصفحة التالية
Icon