والعنصر البشري في عيسى هو الأم. وبمثل هذا احتج أبو جعفر محمد الباقر أمام الحجاج حين قال له: أنتم تدعون أنكم من آل رسول الله ومن نسله، مع أن رسول الله ليس له ذرية!
قال له الإمام الباقر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: كأنك لم تقرأ القرآن.
قال له: وأي شيء في القرآن؟
قال اقرأ: «ومن ذريته.....» إلى أن تقرأ: «وعيسى» فعيسى من ذرية نوح، من أب أَم من أُمّ؟.
قال له: من أُمّ. فقال له: نحن كذلك من ذرية محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.
ويقول الحق من بعد ذلك: ﴿ذلك هُدَى الله... ﴾
«ذلك» إشارة إلى شيء تقدم، والمقصود به الهدى الذي هدينا به القوم، وهو هدى الله. ونجد كلمة «هدى» تدل على الغاية المرسوم لها طريق قصير يوصل إليها، وربنا هو الذي خلق، وهو الذي يضع الغاية، ويضع ويوضح ويبيِّن الطريق إلى الغاية، وحين يضاف الهدى إلى الله فهو دلالة على المنبع والمصدر أي هدى من الله. وكلمة «هدى» مرة تضاف إلى الواهب وهو الحق، وتضاف إلى الأنبياء. يقول الحق: ﴿فَبِهُدَاهُمُ اقتده﴾.
وذلك إشارة إلى المنهج الذي أنزله الله على الرسل.
إذن فالحق سبحانه وتعالى يهدي الناس جميعاً بدلالتهم على الخير، والذي يقبل