﴿ن والقلم وَمَا يَسْطُرُونَ﴾ [القلم: ١]
ومرة يأتي من الحروف المقطعة اثنان، مثل قوله الحق: ﴿حم﴾ [الأحقاف: ١]
ومرة تأتي ثلاثة حروف مقطعة مثل: ﴿الم﴾ [البقرة: ١]
ومرة يأتي الحق بأربعة حروف مقطعة مثل قوله الحق: ﴿المص﴾ [الأعراف: ١]
ومرة يأتي بخمسة حروف مقطعة مثل قوله الحق: ﴿كهيعص﴾ [مريم: ١]
وإذا نظرت إلى الأربعة عشر حرفاً وجدتها تمثل نصف الحروف الأبجدية، وهذا النصف فيه نصف أحكام الحروف، فبعضها منشور، أو مهموس، أو مخفي، أو مستعلٍ، ومن كل نوع تجد النصف، مما يدل على أنها موضوعة بحساب دقيق، ومع أن توصيف الحروف، من مستعل، أو مفخم، أو مرقق، أو منشور، أو مهموس، هذا التوصيف جاء متأخراً عن نزول القرآن، ولكن الذي قاله يعلم ما ينتهي إليه خلقه في هذه الحروف المقطعة وله في ذلك حكمة، وكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أميَّا، ولم يجلس إلى معلم، فكيف نطق بأسماء الحروف، وأسماء الحروف لا يعرفها إلا من تعلم؟! فهو إذن قد تلقنها، وإننا نعلم أن القرآن جاء متحديَّا العرب؛ ليكون معجزة لسيد الخلق، ولا يُتَحَدَّى إلا من كان بارعاً في هذه الصنعة.
وكان العرب مشهورين بالبلاغة، والخطابة