وهو القائل أيضاً: ﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ... ﴾ [النساء: ١١٣]
هل يمكن أن نقول: إن الله معلم؟ وهل يصح أن نأخذ من قوله: ﴿وَأَكِيدُ كَيْداً﴾ [الطارق: ١٦]
اسماً هو كائد؟
لا يجوز ذلك لأن أسماء الله توقيفية، وإن رأيت فعلاً منسوباً لله فقف عند الفعل فقط ولا تأخذ منه اسماً لله تعالى.
ويقول الحق بعد ذلك: ﴿وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ يَهْدُونَ... ﴾
وبعد أن قال سبحانه: ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الجن والإنس﴾ أراد أن يطمئن أهل منهج الله، فلم يقل: «كل الناس»، بل كثير من الجن والإنس «، وعرفنا المقابل يكون كثيراً أيضاً بدليل قوله تعالى في سورة الحج: ﴿وَكَثِيرٌ مِّنَ الناس وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ العذاب﴾ أي كثير من الناس يسجدون لله وكثير حق عليهم العذاب.
ويعني قول الحق تبارك وتعالى: ﴿وَمِمَّنْ خَلَقْنَآ أُمَّةٌ يَهْدُونَ بالحق وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾ [الأعراف: ١٨١]
أن كون الله لا يخلو من هداة مهديين، لتستمر الأسوة السلوكية في المجتمع.