البعض، فما بين كل منهم هو ما يُسمى «البين»، وقد يكون الذي يفصلنا عن بعض «بين مودة» أو بين جفوة، إذن فالبين له صورة وله هيئة، فإن كانت الصورة التي بينكم وبين بعضكم فيها شيء من الجفوة فأصلحوا السبب الذي من أجله وُجدَ «البين» حتى لا يكون بينكم جفوة ونزاع.
ثم يقول تبارك وتعالى: ﴿وَأَطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ﴾ [الأنفال: ١].
وقلنا إن أمر الطاعة معناه الامتثال، والطاعة ليست للأمر فقط بل للنهي أيضاً، لأن الأمر طلب فعل، والنهي طلب عدم فعل، وكلاهما طلب. وحينما يقول الحق: ﴿وَأَطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ﴾.
تفهم هذا القول على ضوء ما عرفناه من قبل وهو أن مسألة الطاعة أخذت في القرآن صورا ثلاثا، الصورة الأولى: يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿وَأَطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ﴾ وفيها يكرر المطاع وهو الله والرسول، ولكنه يفرد الأمر بالطاعة.
ومرة ثانية يقول المولى عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَأَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول﴾ [المائدة: ٩٢].
أي أنه سبحانه يكرر المطاع، ويكرر الأمر بالطاعة.
ومرة ثالثة يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَأَطِيعُواْ الرسول﴾. لأن منهج الله فيه أمور ذكرها الله عَزَّ وَجَلَّ، وذكرها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ وتواردت السنة مع النص القرآني، فنحن نطيع الله والرسول في الأمر الصادر من الله. وهناك بعض من التكاليف جاءت إجمالية، والإجمال لا بد له من تفصيل، مثل الصلاة وفيها قال الحق تبارك وتعالى: