بالنسبة للمؤمنين، ففي أي شيء ينتهون؟.
إن عليهم أن ينتهوا عن اللجاج والخلاف في الغنائم، الذي جاء فيه قول الحق تبارك وتعالى: ﴿قُلِ الأنفال للَّهِ والرسول﴾ [الأنفال: ١].
وهم قد اضطروا أن يسأل الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ربه، فإن عادوا للنزاع والجدل فيما بينهم وكأنهم فريقان متعارضان غير مجموعين على إيمان، فلن تغني فئة عن أخرى شيئا، وعليكم أن تعلموا يا أهل الإيمان أنه إن عزت طائفة منكم، فلتهن أمامها الطائفة الأخرى، ولا تظنوا أنكم بالنصر قد صرتم كثيراً لأن النصر لم يكن لا بالفئة ولا بالملائكة، ولكن النصر كان من عند الله العزيز الحكيم.
ويقول الحق تبارك وتعالى بعد ذلك: ﴿ياأيها الذين آمنوا أَطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ... ﴾
وهذا نداء واضح من الله عَزَّ وَجَلَّ للمؤمنين، وأمر محدد منه بطاعة الله والرسول؛ لأن الإيمان هو الاعتقاد الجازم القلبي بالله وبملائكته، وكتبه، ورسله، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وعلى المؤمنين أن يؤدوا مطلوب الإيمان. ومطلوب الإيمان - أيها المؤمنون - أن تنفذوا التكاليف التي يأتي بها المنهج من الله عَزَّ وَجَلَّ، ومن المبلغ عنه سيدنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ، في الأوامر وفي النواهي.


الصفحة التالية
Icon