ولذلك قال المتنبي:
أرى كلنا يبغي الحياةَ لنفسه... حريصاً عليها مستهاماً بها صبًا
فحُبُّ الجبانِ النفسَ أوْرَده التقى... وحُبُّ الشجاعِ النفسَ أوْرَده الحَرْبَا
فكلنا نحب الحياة؛ الجبان الخائف من الحرب يحب الحياة، والشجاع الذ يحب نفسه ويعلم قيمتها عند خالقها يخوض الحرب رغبة في حياة الاستشهاد، وهي حياة عند الله إلى أن تقوم الساعة، ثم تتلوها حياة الجنة حيث يخلد فيها أبداً.
إذن فالمعيار الذي نقيس به النفع هو محل الاختلاف.
وفي عرف البشر نجد أن الأجر يساوي قيمة العمل، لكن الأجر عند الله لا يساوي العمل فقط، بل هو عظيم بطلاقة قدرة الحق سبحانه وتعالى:
ويقول الحق تبارك وتعالى بعد ذلك: ﴿يِا أَيُّهَا الذين آمنوا إِن تَتَّقُواْ الله يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ... ﴾
ويستهل الحق تبارك وتعالى هذه الآية الكريمة بنداء الإيمان، ثم يضع شرطاً هو: ﴿إِن تَتَّقُواْ الله﴾، ويكون جواب الشرط أن يجعل لنا فرقاناً، ويكفر عنا السيئات، ويغفر لنا وسبحانه هو الكريم وصاحب الفضل العظيم.


الصفحة التالية
Icon