فتوكل على الله. وقوله تعالى: ﴿نِعْمَ المولى﴾ يؤكد أن الله قوي قادر دائم الوجود، وقوله تعالى: ﴿وَنِعْمَ النصير﴾.
يؤكد أنه سبحانه وتعالى محيط بكل ما يدبره لك أعداؤك، فلا يغيب عنه شيء. أنت تحاربهم بما تعرفه من الحيل وفنون القتال وهم يفعلون ذلك. ولكن الله سبحانه وتعالى يعلم حيلهم فيبطلها، ويحقق لكم النصر بأن يلهمكم من الحيل ما لا يستطيعون مواجهته. ، يعطيكم مددا من السماء وهذا المدد هو الذي يحقق لكم النصر.
ويتحدث الحق سبحانه وتعالى بعد ذلك عن الغنائم فيقول: ﴿واعلموا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ... ﴾
ما سبب ذكر الغنيمة هنا؟. وما المناسبة؟. ونقول: إن الله سبحانه وتعالى يتحدث عن القتال. ونهاية كل معركة ينتصر فيها المسلمون يكون فيها غنائم.
وهذه مناسبة الحديث عن الغنائم، وبما أن الله سبحانه وتعالى يتحدث عن مدده للمؤمنين. وأنه ناصرهم، وأنه نعم النصير، ولكن الغنائم لا تجيء إلا نتيجة للنصر، فكأن الله يريد من المؤمنين أن يتأكدوا أن النصر سيكون من نصيبهم؛ بدليل أن الحديث انتقل إلى الغنائم. والغنيمة هي كل منقول يأخذه المسلم المقاتل من الكافر، والثابت أن الغنائم لم تكن تحل لأحد من الأنبياء قبل رسول الله صلى عليه وسلم.


الصفحة التالية
Icon