قتل وهم أضعف من المواجهة، هنا ستخف حدة محاربتهم للإسلام، وتنتهي اللجاجة في أمر الدين.
ثم يقول الحق من بعد ذلك: ﴿أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نكثوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرسول وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ... ﴾
في هذه الآية الكريمة يحض المولى سبحانه وتعالى على جهاد، وقتال أئمة الكفر، وعدم تركهم يستشرون في حربهم للدين، ومنع الناس عن الإيمان، وصدهم عن سبيل الله. و «أَلاَ» تسمى أداة تحضيض، مثل قولنا: ألا تذهب إلى فلان، وهي حث على الفعل؛ لأن التحضيض نوع من أنواع الطلب. وقوله تعالى: ﴿نكثوا أَيْمَانَهُمْ﴾ أي نقضوا عهودهم، وقوله تعالى: ﴿وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرسول﴾ أي: هم الذين بدأوا بالعداوة ومحاولة إخراج الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ من مكة، وَ ﴿هَمُّواْ﴾، أي عقدوا النية على العمل، وقوله تعالى: ﴿وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾ أي: أنهم هم الذين بدأوا بعداوة المسلمين والصد عن الإسلام من أول أن بدأ يدعو إليه سيد الخلق محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ. والبدء هو: العمل الأول، و «المرة» هو فعل لا يتكرر؛ لأنه إن تكرر نقول: ﴿مَرَّتَيْنِ﴾، مثل قول الحق سبحانه: ﴿الطلاق مَرَّتَانِ﴾ [البقرة: ٢٢٩].
هم إذن الذين بدأوا الفعل الأول بالعداوة. والإسلام - كما نعلم - قد واجه


الصفحة التالية
Icon