﴿قَالَ كذلك قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً﴾ [مريم: ٩].
وهكذا انتفع زكريا بعطاء الله بالابن، ولم يكتَف الحق سبحانه وتعالى بذلك، بل تكفل عن زكريا بتسميته، ولله ملحظ في تسميته، ونحن نعلم أن الناس تسمي الوليد الصغير بأسماء تتيمن بها، مثل أن يسمى رجل ابنه «سعداً» رجاء أن يكون سعيداً، وقد يسمونه «فارساً»، رجاء أن يكون فارساً، ويسمونه «فضلاً» رجاء أن يكون كريماً، ويسمون الفتاة «قمراً» لعلها تكون جميلة. إذن: فالتسمية باسم يحمل معنىً شريفاً على أمل أن يكون الوليد هكذا، وهناك شاعر كان أولاده يموتون بعد الولادة، فجاءه ابن وسمَّاه يحيى، فمات هذا الابن أيضاً فقال الشاعر متحسِّراً:
سَمَّيتُه يَحْيى لِيَحْيا فَلمْ | يكُنْ لِرد قضاء اللهِ فيه سَبِيلُ |