ففي هذا القيام مغفرة وتوبة، وهو رحمة من الله بهم. ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ هو القائل:
«الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة».
ويقول الحق سبحانه وتعالى في حديث قدسي: «قالت السماء: يا ربي إئذن لي أن أسقط كِسَفاً على ابن آدم؛ لأنه طَعِمَ خيرك ومنع شكرك، وقالت البحار: يا رب إئذن لي أن أغرِقَ ابن آدم لأنه طَعِم خيرك ومنع شكرك، وقالت الأرض مثلهما».
فماذا قال الحق سبحانه وتعالى؟ قال: «دعوني وعبادي، لو خلقتموهم لرحمتموهم، إنْ تابوا إليّ فأنا حبيبهم، وإنْ لم يتوبوا فأنا طبيبهم».
وهكذا نرى رحمة الله بخلقه.
وبعد أن لام الحق سبحانه المسلمين؛ لأنهم لم يتحمسوا للجهاد، يفتح أمامهم باب التوبة فقال: ﴿انفروا﴾ أي: اخرجوا للقتال، وهذا أمر من الله يوقظ به سبحانه الإيمان في قلوب المسلمين، وفي الوقت نفسه يفتح أمامهم باب التوبة لتباطئهم عن الخروج للقتال في غزوة تبوك. ولذلك قال: ﴿انفروا خِفَافاً وَثِقَالاً﴾ والنفرة: هي الخروج إلى شيء بمهيج عليه، والمثال: هو التباعد بين إنسان وصديق له كان بينهما وُدّ،


الصفحة التالية
Icon