أبو أوفى بصدقته، فقال: «اللهم صَلِّ على آل أبي أوفى»، هذه هي التزكية القولية التي يحب كل مسلم أن يسمعها فيعطِي، ويجِدّ ويجتهد من ليس عنده؛ ليسمعها من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ.
وقوله الحق: ﴿إِنَّ صلاوتك سَكَنٌ لَّهُمْ﴾ أي: اطمئنان لهم، وما دام الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قد دعا له، فهو قد اطمأن إلى أن صدقته وصلت إلى مرتبة القبول حيث جازاها رسول الله بالدعاء. وإذا ما سمعها الآخذ للصدقة يقول بينه وبين نفسه: ولماذا لا أجِدّ في حياتي وأجتهد؛ حتى أظفر بتلك الدعوة من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ؟
ويُنهي الحق الآية بقوله: ﴿والله سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ أي أنه سبحانه ﴿سَمِيعٌ﴾ لكل ما تعتبره قولاً. و ﴿عَلِيمٌ﴾ بكل ما تعتبره فعلاً.
ويقول الحق بعد ذلك: ﴿أَلَمْ يعلموا أَنَّ الله... ﴾
و ﴿أَلَمْ يعلموا﴾ مكونة من ثلاث كلمات هي: همزة استفهام، «لم» حرف نفي «، و» يعلم «وهو فعل. فهل يريد الله هنا ان ينفي عنهم العلم أم يقرر لهم العلم؟ لقد جاء سبحانه بهمزة يسمونها» همزة الاستفهام الإنكاري «والإنكار نفي، فإذا دخل نفي على نفي فهو إثبات، أي» فليعلموا «.


الصفحة التالية
Icon