لتؤكد أن الحق هو الإله المعبود بحق، وهو الذي يقيك مما ستأتي به الآية الرابعة: ﴿مِن شَرِّ الوسواس الخناس﴾ [الناس: ٤]
والآية الخامسة: ﴿الذى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ الناس﴾ [الناس: ٥]
والوسواس الخناس: هو الذي يزين لك أفعال الشر في أذنك، وهو خَنّاس؛ لأنه يخنس ساعة يسمع قولك: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» وهو يوسوس في صدور الناس المُوَسْوَسِ إليهم.
وهكذا نجد أن كلمة «الناس» قد جاءت؛ لتعبر عن المربوبين، والمملوكين، والمأهولين، والموسوس إليهم، وأن من يوسوِس قد يكون من الجن، وقد يكون من الناس.
إذن: فليس هناك تكرار بل جاءت الكلمة الواحدة بمعنى يناسب كل موضع جاءت فيه.
والمثال في حياتنا - ولله المثل الأعلى - قد أكون معلِّماً متميزاً واختارتني الكلية التي أقوم بالتدريس فيها لأكون رائداً للطلاب، ورئيساً لجمعيتهم الصحفية، ومشرفاً عليهم في الرحلات، ومراجعاً لتصحيح أوراق إجاباتهم، وهكذا تكون كلمة «الطلاب» لها معنى مختلف في كل موقع.


الصفحة التالية
Icon