و «عنترة» هو قمة الشجاعة، «والأحنف بن قيس» قمة الحكمة، فقال الشاعر أبو تمام عن الخليفة:
إقْدَامُ عَمْروٍ في سَمَاحةِ حاتمٍ
في حِلْمِ أحْنَفَ في ذكاء أيَاسِ
وهكذا صار الخليفة مَجْمع فضائل؛ لأنه أخذ إقدام عمرو، وكرم حاتم، وحلم الأحنف، وذكاء إياس. ولكن حاسد الشاعر قال: إن الأمير فوق كل من وَصَفْتَ، فهؤلاء جميعاً بالنسبة للخليفة صغار. وقال أحد الشعراء:
وشبهه المدَّاح في البأس والنَّدى
بمَنْ لو رَآهُ كان أصغَر خادِمِ
ففي جَيْشِه خَمسُون ألْفاً كَعنْترٍ
وَفي خَزَائِنه ألفِ حاتمِ
وحين سمع الشاعر الأول ذلك، وكانت قصيدته الأولى «سينية»، أي: أن آخر حرف في كل أبياتها هو حرف السين، فجاء بأبيات أخرى من نفس بحر القصيدة الأولى: وقال: