وإياكم أن تظنوا أن الله خَلَق لكم، ثم خلق لكم، ثم أنزل لكم المنهج ليسعد حياتكم في الدنيا والآخرة، ثم اعتزلكم. لا، بل هو قيُّوم حياتكم ولا تأخذه سنةٌ ولا نوم، ولا يفلت منه شيء، ولا أحد بقادر علىأن يختلس منه شيئا.
وفي الحديث القدسي: «يا عبادي إن كنتم تعتقدون أني لا أراكم فالخلل في إيمانكم. وإن كنتم تعتقدون أني أراكم فَلِم جعلتموني أهون الناظرين إليكم».
وأنت في الحياة اليومية تعرف أن أحداً لا يقترب من إنسان قوي منتبه.
ويقول سبحانه بعد ذلك: ﴿إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ الله... ﴾
وحين يقول سبحانه: ﴿إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً﴾ فهذا إعلام لكل الخلق أن كل الأمور معلومة له سبحانه، فقد أنزل التكليف الذي قد يُطاع؛ وقد يُعصى. فمن أطاع يفرح بقوله سبحانه: ﴿إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً﴾، ومن عصى يحزن؛ لأنه سيلقى عقاب العصاة حين يرجع إلى الله.