١٦ - ﴿قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾
جملة «فبما أغويتني» جواب شرط مقدر أي: إن أنظرتني، والباء جارّة تفيد السببية، «ما» مصدرية، والمصدر مجرور متعلق بـ «أقعدن». والتقدير: إن أنظرتني فلأقعدنَّ لهم بإغوائك إياي. وجملة «فوالله لأقعدنَّ» جواب الشرط المقدر، «صراطك» منصوب على نزع الخافض «على»، ويضعف إعرابه ظرفا؛ لأنه مختص، والمختص يتعدى بـ «في» نحو: «صليت في المسجد».
١٧ - ﴿ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾
جملة «ولا تجد» معطوفة على جملة «لآتينهم» لا محلَّ لها، ولم تقترن نون التوكيد به مع كونه معطوفا على جواب القسم؛ لأنه منفي.
١٨ - ﴿قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ﴾
«مذءومًا» حال من فاعل «اخرج»، وكذا «مدحورا». ويجوز تعدُّد الحال لذي حال واحدة، واللام في قوله «لمَن» موطئة للقسم و «مَن» شرطية مبتدأ، والجار «منهم» متعلق بحال من الضمير المستتر في «تبعك» أي كائنا منهم، وجملة «لمن تبعك» مستأنفة، و «أجمعين» توكيد للضمير المتصل في «منكم».
١٩ - ﴿وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ -[٣١٢]- فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾
«أنت» توكيد للضمير المستتر في «اسكن»، وقوله «وزوجك» : اسم معطوف على الضمير المستتر في «اسكن»، و «حيث» اسم ظرفي مبني على الضم في محل جر متعلق بـ «كلا»، وجملة «شئتما» مضاف إليه، وقوله «فتكونا» : الفاء سببية، والفعل مضارع ناسخ منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، وعلامة نصبه حذف النون والألف فاعل، والمصدر المؤول معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق أي: لا يكن منكما قربٌ فحصول الظلم منكما.


الصفحة التالية
Icon