| | قيل : مباسطة الألطاف تنسي الأرواح، ومباشرة الأرواح تظهر عليها الألطاف. | | وقيل في قوله :! ٢ < قل الروح من أمر ربي > ٢ ! قال : قارن العلم بالروح لرقة لطافته | بحملها لأنها وفي علمه. وتمكن معه بحمله فتفضل بأن جذبها إلى علمه وبلغ منها | الحقيقة وليس الكل يعطونها كذى فهي ناطقة بعلم ما علمه فيها ومنها فهي يتزايد جذبها | إليه وذلك حين يستولي عليها علمه بها، ونظره إليها فهي به تجول وبه معه تمور. | | وقيل : الروح لم تخرج من الكون لأنها لو خرجت من الكون لكان عليها الذل، | فقيل : من أي شيء خرجت ؟ قال : من بين جماله، وقدس جلاله بملاحظة الإشارة | غشاها بجماله، وردها بحسنه واشتملها بسلامه، وحياها بكلامه فهي متقة من ذل | الكون. | | وسئل أبو سعيد الحداد عن الروح مخلوقة هي، قال : نعم فلولا ذلك لما أقرت | بالربوبية حين قال :' بلى ' والروح هي التي أوقفت على البدن اسم الحياة، والروح ثبت | العقل، وبالروح قامت الحجة ولو لم يكن الروح لكان متعطلا يعني العقل ولا حجة له | ولا عليه. | | وقال ابن عطاء في قوله :! ٢ < قل الروح من أمر ربي > ٢ ! إن الله ستر الروح على جميع | خلقه، وستر صفة صفات نفسه، وستر ما يبدو منه، وستر ما يعامل به الخلق عند | معاينته إلا أن العلماء اتفقت أنها لطيفة وأنها خلقت قبل الأجسام واختصاصها من بين | المخلوقات بكونها في يد ربها حين قال لآدم : اختر إحدى يدي فزاده اختصاص الأخذ | لطفا وتقريبا من ذات مالكها فبين به الخلق والأصل أنها مخلوقه لكنها ألطف | المخلوقات، وهي أصفى الجواهر وأنورها بها ترى المغيبات وبها يكون الكشف لأهل | الحقائق، وإذا حجبت الروح عن ملاقات النفس دعات الستر أساءت الجوارح الأدب في | أوقاتها كذلك صارت الروح بين تحلي واستتار، ونازع وقابض وهي على قرب محلها | من ربها وقت أخذها. | | وسئل الواسطي رحمه الله عن الأرواح أين كان مكانها حين أظهرها ؟ قال : إن | الأرواح خلقها وقبضها قبل الأجساد فأين كانت ترى ؟ صار ما غاب عيانا، لأن الدنيا | والآخرة عند الأرواح سواء، وسئل لأي علة كان محمد ﷺ أحكم الخلق ؟ قال : لأنه | خلق روحه أولا، فوقع له صحبة التمكين والاستقرار، ألا ترى يقول ' كنت نبيا وآدم |

__________


الصفحة التالية
Icon