| كصفته صفة من جميع الوجوه إلا من جهة موافقة اللفظ وكما لم يجز أن يظهر من | مخلوق صفة قديمة كذلك يستحيل أن يظهر من الذات الذي ليس كمثله شيء صفة | حديثة وأن التكرار من حدوث الصفة جل ربنا أن يحدث له صفة أو اسم إذ لم يزل | بجميع صفاته واحدا ولا يزال كذلك. | | وقال أيضا : أمور التوحيد كلها خرجت من هذه الآية :^ ( ليس كمثله شيء ) ^ لأنه ما | عبر عن الحقيقة بشيء إلا والعلة مصحوبة والعبارة منقوصة لأن الحق لا ينعت على | اقداره لأن كل ناعت مشرف على المنعوت وجل أن يشرف عليه مخلوق. | | سمعت محمد بن عبد الله بن عبد العزيز المكي الرازي يقول : سمعت أبا بكر الشبلي | يقول : كلما ميزتموه بأوهامكم وأدركتموه بعقولكم في أتم معانيكم فهو مصروف إليكم | ومردود عليكم محدث مصنوع مثلكم لأن حقيقته عال عن أن تلحقه عبارة أو يدركه | وهم وان يحيط به علم كلا وكيف يحيط به علم وقد اتفقت فيه الأضداد بقوله :! ٢ < هو الأول والآخر والظاهر والباطن > ٢ ! أي عبارة تخبر عن حقيقة هذه الألفاظ قصرت عنه | العبارات وخرست الألسن لقوله :^ ( ليس كمثله شيء ) ^ | | قال الواسطي : رحمة الله عليه : من احتجب عن خلقه بخلقه ثم عرفهم صنعه بصنعه | وساقهم إلى أمره فلا يمكن الأوهام أن تناله ولا العقول أن تختاله ولا الأبصار أن تمثله | ولا الاسماع أن تشمله ولا الأماني أن تمتهنه هو الذي لا قبل له ولا بعد ولا مقصر عنه | ولا معدل ولا غاية وراءه ولا مهل ليس له امد ولا نهاية ولا غاية ولا ميقات ولا انقضاء | لا يستره حجاب ولا ينقله مكان ولا يحويه هواء ولا يحتاطه فضاء ولا يتضمنه خلاء | ^ ( ليس كمثله شيء وهو السميع العليم ) ^. | | قوله تعالى :! ٢ < له مقاليد السماوات والأرض > ٢ { < الشورى :( ١٢ ) له مقاليد السماوات..... > > [ الآية : ١٢ ]. | | قال ابن عطاء : مقاليد السموات الغيوب ومقاليد الأرض الآيات والبينات. | | وقال أيضا في هذه الآية مفاتيح السماوات والأرض هي المشيئة والقدرة في | السماوات والأرض فبمشيئتي قامت السماء بغير عمد ترونها ولا علاقة فوقها وبقدرتي | ثبتت الأرض بما فيها وعليها على الماء ولغامض علمي وقف الماء فلم يضطرب امواجه | وبمشيئتي تمطر السماء على الأرض وبإذني يخرج النبات من الأرض ومفاتيح القلوب |

__________


الصفحة التالية
Icon