والمقصود أن المخبر عنه بالرؤية في سورة النجم هو جبريل ٢
وأما قول ابن عباس رأى محمد ربه بفؤاده مرتين فالظاهر أن مستنده هذه الآية وقد تبين أن المرئي فيها جبريل فلا دلالة فيها على ما قاله ابن عباس وقد حكى عثمان بن سعيد الدارمي الاجماع على ما قالته عائشة فقال في نقضه على بشر المريسي في الكلام على حديث ثوبان ومعاذ أن رسول الله ﷺ قال رأيت ربي البارحة في أحسن صورة فحكى تأويل المريسي الباطل ثم قال ويلك أن تأويل هذا الحديث على غير ما ذهبت إليه أما أن رسول الله ﷺ قال في حديث أبي ذر إنه لم ير ربه وقال رسول الله ﷺ لن تروا ربكم حتى تموتوا وقالت عائشة رضي الله عنها من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية وأجمع المسلمون على ذلك مع قول الله ﴿ لا تدركه الأبصار ﴾ يعنون أبصار أهل الدنيا وإنما هذه الرؤية كانت في المنام يمكن رؤية الله على كل حال كذلك وروى معاذ بن جبل عن النبي ﷺ أنه قال صليت ما شاء الله من الليل ثم وضعت جنبي فأتاني ربي في أحسن صورة فهذا تأويل هذا الحديث عند أهل العلم وقد ظن القاضي أبو يعلى أن الرواية اختلفت عن الامام أحمد هل رأى رسول الله ﷺ ربه ليلة الإسراء أم لا على ثلاث روايات
أحداها أنه رآه قال المروزي قلت لأبي عبد الله يقولون إن عائشة قالت من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية فبأي شيء يدفع قول عائشة فقال بقول النبي ﷺ رأيت ربي قول النبي ﷺ أكبر من قولها قال وذكر المروزي في موضع آخر أنه قال لأبي عبد الله ههنا رجل يقول إن الله يرى في الآخرة ولا أقول إن محمدا رأى ربه في الدنيا فغضب وقال هذا أهل أن يخفى يسلم الخبر كما جاء قال فظاهر هذا أنه أثبت رؤية عين ونقل حنبل قال قلت لأبي عبد الله النبي ﷺ رأى ربه رؤيا حلم بقلبه قال فظاهر هذا نفي الرؤية وكذلك نقل الأثرم وقد سأله عن حديث عبد الرحمن بن عابس عن النبي ﷺ رأيت ربي في أحسن صورة فقال معمر مضطرب لأن معمرا رواه عن أيوب عن معبد عن عبد الرحمن بن عابس عن النبي ﷺ ورواه حماد عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس ورواه يوسف بن عطية عن