@ فالأول كقوله ﴿ والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا إن إلهكم لواحد ﴾ والثاني كقوله ﴿ فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرآن كريم ﴾ وقوله ﴿ حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة ﴾ ﴿ حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا ﴾ إذا جعل ذلك جواب القسم كما هو الظاهر وإن قيل بل الجواب محذوف كان كقوله ﴿ ص والقرآن ذي الذكر ﴾ فانه هنا حذف الجواب ومن قال إن الجواب هو قوله ﴿ إن ذلك لحق تخاصم أهل النار ﴾ فقد أبعد النجعة
والقسم على الرسول كقوله ﴿ يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم ﴾ إذا قيل هو الجواب وإن قيل الجواب محذوف كان كما ذكر ومنه ﴿ ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجرا غير ممنون ﴾ ومنه ﴿ والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى ﴾ إلى آخر القصة ومنه قوله ﴿ فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ﴾ وقوله ﴿ فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين ﴾
وأما القسم على الجزاء والوعد والوعيد ففي مثل قوله ﴿ والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا إنما توعدون لصادق وإن الدين لواقع ﴾ ثم ذكر تفصيل الجزاء وذكر الجنة والنار وذكر أن في السماء رزقهم وما يوعدون ثم قال ﴿ فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون ﴾ ومثل قوله ﴿ والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا عذرا أو نذرا إنما توعدون لواقع ﴾ ومثل ﴿ والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور والسقف المرفوع والبحر المسجور إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع ﴾

__________


الصفحة التالية
Icon