وكثيرا من الكتب المصنفة فى أصول علوم الدين وغيرها تجد الرجل المصنف فيها فى المسألة العظيمة كمسألة القرآن والرؤية والصفات والمعاد وحدوث العالم وغير ذلك يذكر أقوالا متعددة والقول الذى جاء به الرسول وكان عليه سلف الأمة ليس فى تلك الكتب بل ولا عرفه مصنفوها ولا شعروا به وهذا من أسباب توكيد التفريق والاختلاف بين الأمة وهو مما نهيت الأمة عنه كما فى قوله تعالى ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ) قال ابن عباس تبيض وجوه أهل السنة والجماعة وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة
وقد قال تعالى ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شىء إنما أمرهم إلى الله ) وقال تعالى ( وان الذين اختلفوا فى الكتاب لفى شقاق بعيد ) وقد خرج النبى على أصحابه وهم يتنازعون فى القدر وهذا يقول ألم يقل الله كذا وهذا يقول ألم يقل الله كذا فقال ( أبهذا أمرتم أم إلى هذا دعيتم إنما هلك من كان قبلكم بهذا أن ضربوا كتاب الله بعضه ببعض انظروا ما أمرتم به فافعلوه وما نهيتم عنه فاجتنبوه ( ومما أمر الناس به أن يعملوا بمحكم القرآن ويؤمنوا بمتشابهه

__________


الصفحة التالية
Icon