شاطىء الوادى الأيمن فى البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى انى أنا الله رب العالمين ) وقال ( وهل أتاك حديث موسى اذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى ) وقال ( فلما أتاها نودى ياموسى انى أنا ربك ) وفى هذا دليل على انه حينئذ نودى ولم يناد قبل ذلك ولما فيها من معنى الظرف كما فى قوله ( وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا ) ومثل هذا قوله ( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين ) ( ويوم يناديهم فيقول أين شركائى الذين كنتم تزعمون ) فانه وقت النداء بظرف محدود فدل على أن النداء يقع فى ذلك الحين دون غيره من الظروف وجعل الظرف للنداء لا يسمع النداء إلا فيه
ومثل هذا قوله تعالى ( وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة ) وقوله ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم وأمثال ذلك مما فيه توقيت بعض أقوال الرب بوقت معين فان الكلابية ومن وافقهم من أصحاب الأئمة الأربعة يقولون انه لا يتكلم بمشيئته وقدرته بل الكلام المعين لازم لذاته كلزوم الحياة لذاته
ثم من هؤلاء من قال انه معنى واحد لأن الحروف والأصوات متعاقبة يمتنع أن تكون قديمة ومنهم من قال بل الحروف والأصوات قديمة الأعيان وأنها مترتبة فى ذاتها متقاربة فى وجودها لم تزل ولا