قاله مبتدئا لا كلام من قاله مبلغا مؤديا وموسى سمع كلام الله من الله بلا واسطة والمؤمنون يسمعه بعضهم من بعض فسماع موسى سماع مطلق بلا واسطة وسماع الناس سماع مقيد بواسطة كما قال تعالى ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى باذنه مايشاء )
ففرق بين التكليم من وراء حجاب كما كلم موسى وبين التكليم بواسطة الرسول كما كلم الأنبياء بارسال رسول اليهم والناس يعلمون أن النبى إذا تكلم بكلام تكلم به بحروفه ومعانيه بصوته ثم المبلغون عنه يبلغون كلامه بحركاتهم وأصواتهم كما قال ( نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه كما سمعه ( فالمستمع منه يبلغ حديثه كما سمعه لكن بصوت نفسه لا بصوت الرسول فالكلام هو كلام الرسول تكلم به بصوته والمبلغ بلغ كلام الرسول لكن بصوت نفسه واذا كان هذا معلوما فيمن يبلغ كلام المخلوق فكلام الخالق أولى بذلك
ولهذا قال تعالى ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله وقال النبى ( زينوا القرآن بأصواتكم ( فجعل الكلام كلام الباري وجعل الصوت الذى يقرأ به العبد صوت القارىء وأصوات العباد ليست هى عين الصوت الذى ينادى

__________


الصفحة التالية
Icon