ذلك الفلاسفة القدماء قاطبة كما خالفوا فى ذلك جماهير العقلاء من سائر الطوائف ولهذا تناقضوا فى أحكام الممكن وورد عليهم فيه من الأسئلة ( مالا جواب لهم عنه كما ذكرت ذلك ) فى ( الرد على ) الأربعين وغير ذلك من المواضع
وما يدعى من أن المعلول قد يقارن علته إنما يعقل فيما كان شرطا لا فاعلا كقولهم حركت يدى فتحرك الخاتم فان حركة اليد شرط فى تحريك الخاتم والشرط والمشروط قد يتلازمان ( و ) ليست فاعلة مبدعة لها وكذلك الشعاع مع النار والشمس ونحو ذلك وأما ما يكون فاعلا فلا يتصور ان يقارنه مفعوله فى الزمان سواء كان فاعلا بالارادة أو قدر أنه فاعل بغير إرادة وسواء سمي فاعلا بالذات أو بالطبع أو ما قدر لا يتصور أن يكون المفعول مقارنا لفاعله فى الزمان كما اعترف بذلك جماهير العقلاء من الأولين والآخرين
وأرسطو وأتباعه لم يقولوا إن الفلك مفعول للرب ولا أنه معلول لعلة فاعلية أبدعت ذاته بل زعموا أنه قديم واجب بنفسه وأن له علة غائية يتشبه بها نحو حركة المعشوق يجب أن يقتدى به والفلك عندهم يتحرك للتشبه بتلك العلة ولهذا قالوا الفلسفة هى التشبه بالاله بحسب الطاقة وقولهم وإن كان فيه من الكفر والجهل بالله أعظم مما فى قول ابن سينا وأتباعه وفيهم من التناقض فى الالهيات

__________


الصفحة التالية
Icon