حادث بواسطة أو بلا واسطة فان صدور الحوادث عن العلة التامة الأزلية ممتنع لذاته
وإذا قالوا الحركة بتوسطه أى ( بتوسط ) حركة الفلك قيل لهم فالكلام إنما هو فى حدوث الحركة الفلكية فإن الحركة الحادثة شيئا بعد شىء يمتنع أن يكون المقتضى لها علة تامة أزلية مستلزمة لمعلولها فإن ذلك جمع بين النقيضين إذ القول بمقارنة المعلول لعلته فى الأزل ووجوده معها يناقض أن يتخلف المعلول أو شىء من المعلول عن الأزل بل يمتنع أن يكون المقتضى لها ذاتا بسيطة لا يقوم بها شىء من الصفات والأحوال المقتضية لحدوث الحوادث المتعاقبة المختلفة بل يمتنع أن يكون المقتضى لها ذاتا موصوفة لا يقوم بها شىء من الأحوال الموجبة لحدوث الحوادث المذكورة فإن التجدد والتعدد الموجود فى المعلولات يمتنع صدوره عن علة واحدة بسيطة من كل وجه فصار حقيقة قولهم ان الحوادث العلوية والسفلية لا محدث لها
وهؤلاء يقولون كلام الله ما يفيض على النفوس الصافية كما أن ملائكة الله عندهم ما يتشكل فيها من الصور النورانية فلا يثبتون له كلاما خارجا عما فى نفوس البشر ولا ملائكة خارجة عما فى نفوسهم غير العقول العشرة و النفوس الفلكية التسعة مع أن أكثرهم يقولون انها أعراض وقد بين فى غير هذا الموضع أن ما يثبتونه من المجردات

__________


الصفحة التالية
Icon