يكون به مكلما لغيره لكن يخلق لغيره ادراكا بما لم يزل كما يزيل العمى عن الأعمى الذى لا يرى الشمس التى كانت ظاهرة متجلية لا أن الشمس فى نفسها تجلت وظهرت وهذا يقول كثير من هؤلاء فى رؤيته إنها ليست إلا مجرد خلق الادراك ليس هناك حجب منفصلة عن الرأى فلا يكشف حجابا ولا يرفع حجابا
والقرآن مع الحديث ومع العقل يرد على هؤلاء كقوله تعالى ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا ) ولو كان الحجاب هو عدم الرؤية لكان الوحى وارسال الرسل من وراء حجاب وقال تعالى ( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا ) وفى الصحيح ( اذا دخل أهل الجنة الجنة ناد مناد يا أهل الجنة ان لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه فيقولون ما هو ألم يبيض وجوهنا ويثقل موازيننا ويدخلنا الجنة وينجينا من النار قال فيكشف الحجاب فينظرون إليه فما اعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر ( والآثار فى ذلك كثيرة
و أيضا فقول الكلابية أن الحقائق المتنوعة شىء واحد وقول الآخرين إن الأصوات المتضادة تجتمع فى آن واحد مما يقول أكثر العلماء العقلاء انه معلوم الفساد بالضرورة وقد بسط الكلام على هذه الأقوال فى غير هذا الموضع

__________


الصفحة التالية
Icon