سائر ما وقع فيه غيرهم وليس فيه ما ينكر اولئك عليهم الا ان يقوم بذات الرب ما يتعلق بمشيئته وقدرته
فإن المعتزلة نفت أن يقوم به شىء من المعانى وعبروا عن ذلك بأنه لا يقوم به شىء من الأعراض والحوادث فسموا ما يقوم به من العلم والقدرة والحياة اعراضا وما يقوم به من الخلق والاحسان والاتيان والمجىء والنزول حوادث وقالوا لسلف الأمة وأئمتها وجمهورها ان قلتم الكلام المعين لازم له فقد قلتم انه تقوم به الأعراض وان قلتم يتكلم باختياره وقدرته فقد قلتم تقوم به الحوادث
فقال هؤلاء كلام المعتزلة وقولهم لا تقوم به هذه الأمور كلام باطل مخالف للكتاب والسنة ولاجماع سلف الأمة وهو أيضا مخالف لصريح العقل فان اثبات عالم بلا علم وقادر بلا قدرة وحى بلا حياة ممتنع فى صريح العقل وكذلك اثبات خالق وعادل بلا خلق ولا عدل واثبات فاعل لا يقوم به فعل واثبات رب لا يقدر على التصرف بنفسه بل يكون بمنزلة الجماد سلب لصفات الكمال عنه كما أن إثبات رب لايعلم ولا يقدر سلب لصفات الكمال عنه

__________


الصفحة التالية
Icon