لازم لنا فان الحوادث إذا امتنع حدوثها عن علة تامة أزلية وليس عندكم إلا العلة التامة الأزلية لزم ألا يكون للحوادث محدث واما نحن إذا سلكنا طريق سلف الأمة وأئمتها فنقول لهؤلاء الفلاسفة بل خلق الله السموات والأرض فى ستة أيام كما أخبرت به الرسل فحدثت باسباب حدثت قبل ذلك وإذا قلنا انه لم يزل متكلما إذا شاء و ( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) كان ما يحدث حادثا بما شاء ان يتكلم به من كلامه لا سيما إذا قيل بنظير ذلك فى إرادته سبحانه وتعالى وامكننا أن نجيب الفلاسفة بجواب آخر مركب عنا وعنكم
فنقول لهم وجود حوادث لا أول لها ممكن أو ممتنع
فإن قلتم ممتنع لزمكم القول بحدوث العالم وامكن حينئذ صحة قول الكرامية ونحوهم
وان قلتم هو ممكن قيل فممكن حينئذ أن يكون هذا العالم حدث بسبب حادث قبله وكذلك السبب الآخر لا إلى غاية والكلام على هذه الأمور مبسوط فى غير هذا الموضع
و ( المقصود هنا ) التنبيه على أن هذه مقامات دقيقة مشكلة

__________


الصفحة التالية
Icon