وهذا مما يعبر عنه كل قوم باصطلاحهم حتى تقول المتفلسفة كل كمال ثبت للمعلول فو ( من ) كمال العلة ومعلوم أن المخلوق الذى خلق من قبل ولم يك شيئا ليس له من نفسه شىء أصلا بل كل ماله فمن خالقه سبحانه وتعالى
وأما قوله ولتعلم ان الحرف اللسانى والحرف البنانى كلاهما مقيد بزمان يصرفه المولى متكلم قبل الزمان فتعالى كلامه عن ان تكتنفه الحدثان فقد عرف منازعة المنازعين له فى هذا ولم يذكر الا مجرد الدعوى وقد علم أن تصور الدعوى معلوم الفساد بالضرورة عند اكثر العقلاء وان الدليل عليها مقدمات ينازعه فيها جمهور العقلاء وآخرها ينتهى إلى مقدمات تلقوها عن شيوخهم المعتزلة فان الكلابية والأشعرية إنما أخذوا مقدمات هذا الكلام ومادته منهم وقد عرف حالهم فى ذلك
وقوله المولى متكلم قبل الزمان إن أراد أنه سبحانه وتعالى قبل السموات والأرض والليل والنهار وقبل جميع المخلوقات فهذا حق لكن من أين له أن كل ما كلم به عباده ويكلمهم به يوم القيامة يجب أن يكون قبل جميع المخلوقات ومن أين له أنه قبل خلق العالم كان مناديا لموسى قائلا له ( اننى أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدنى وأقم الصلاة لذكرى )