والناس متفقون على اطلاق القول بإن كلام زيد فى هذا الكتاب وهذا الذى سمعناه كلام زيد ولا يستجيز العاقل اطلاق القول بانه هو نفسه فى هذا المتكلم أو فى هذا الورق
وقد نطقت النصوص بإن القرآن فى الصدور كقوله النبى ( استذكروا القرآن فلهو اشد تفلتا من صدور الرجال من النعم فى عقلها ( وقوله ( الجوف الذى ليس فيه شىء من القرآن كالبيت الخرب ( وأمثال ذلك وليس هذا عند عاقل مثل ان يقال الله فى صدورنا وأجوافنا ولهذا لما ابتدع شخص يقال له الصورى بان من قال القرآن فى صدورنا فقد قال بقول النصارى فقيل لأحمد قد جاءت جهمية رابعة أى جهمية الخلقية والفظية والواقفية وهذه الرابعة اشتد نكيره لذلك وقال هذا أعظم من الجهمية وهو كما قال
فإن ( الجهمية ( ليس فيهم من ينكر أن يقال القرآن فى الصدور ولا يشبه هذا بقول النصارى بالحلول الا من هو فى غاية الضلالة والجهالة
فان النصارى يقولون الأب والإبن وروح القدس اله واحد وان الكلمة التى هي اللاهوت تدرعت الناسوت وهو عندهم إله يخلق ويرزق ولهذا كانوا يقولون أن الله هو المسيح بن مريم ويقولون المسيح بن الله ولهذا كانوا متناقضين فإن الذى تدرع المسيح إن كان هو الاله الجامع للأقانيم فهو الأب نفسه وأن كان هو صفة من

__________


الصفحة التالية
Icon