بالقرآن إلى أرض العدو ( وقال تعالى ( بل هو قرآن مجيد فى لوح محفوظ ( والمداد الذى يكتب به القرآن مخلوق والصوت الذى يقرأ به هو صوت العبد والعبد وصوته وحركاته وسائر صفاته مخلوقة فالقرآن الذى يقرؤه المسلمون كلام البارى والصوت الذى يقرأ به العبد صوت القارىء كما قال تعالى ( وان أحد من المشركين استأجرك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ) وقال النبى ( زينوا القرآن بأصواتكم ( فبين أن الاصوات التى يقرأ بها القرآن أصواتنا والقرآن كلام الله ولهذا قال أحمد بن حنبل وغيره من أئمة السنة يحسنه الانسان بصوته كما قال أبو موسى الأشعرى للنبى ( لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا (
فكان ما قاله أحمد وغيره من أئمة السنة من أن الصوت صوت العبد موافقا للكتاب والسنة وقد قال تعالى ( واقصد فى مشيك واغضض من صوتك ) وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبى ) وقال تعالى ( أن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى ) وقال تعالى ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا ) ففرق سبحانه بين المداد الذى تكتب به كلماته وبين كلماته فالبحر وغيره من المداد الذى يكتب به الكلمات

__________


الصفحة التالية
Icon