والقراءة ( مصدران لكن شاع استعمال ذلك فى نفس الكلام الملفوظ المقروء المتلو وهو المراد باللفظ فى اطلاقهم فإذا قيل لفظى أو اللفظ بالقرآن مخلوق أشعر أن هذا القرآن الذى يقرؤه ويلفظ به مخلوق واذا قيل لفظى غير مخلوق أشعر أن شيئا مما يضاف إليه غير مخلوق وصوته وحركته مخلوقان لكن كلام الله الذى يقرؤه غير مخلوق ( والتلاوة ( قد يراد بها نفس الكلام الذى يتلى وقد يراد بها نفس حركة العبد وقد يراد بها مجموعهما فإذا أريد بها الكلام نفسه الذى يتلى فالتلاوة هى المتلو وإذا أريد بها حركة العبد فالتلاوة ليست هى المتلو وإذا أريد بها المجموع فهى متناولة للفعل والكلام فلا يطلق عليها أنها المتلو ولا أنها غيره
ولم يكن أحد من السلف يريد بالتلاوة مجرد قراءة العباد وبالمتلو مجرد معنى واحد يقوم بذات البارى تعالى بل الذى كانوا عليه أن القرآن كلام الله تكلم الله به بحروفه ومعانيه وليس شىء منه كلاما لغيره لا لجبريل ولا لمحمد ولا لغيرهما بل قد كفر الله من جعله قول البشر مع أنه سبحانه أضافه تارة إلى رسول من البشر وتارة إلى رسول من الملائكة فقال تعالى ( أنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل من رب العالمين ) فالرسول هنا محمد وقال تعالى

__________


الصفحة التالية
Icon