امتلأ الحوض وقال قطنى وقالت اتساع بطنه ونحو ذلك
فلما عرف السلف حقيقته وأنه مضاه لقول المتفلسفة المعطلة الذين يقولون أن الله تعالى لم يتكلم وإنما أضافت الرسل إليه الكلام بلسان الحال كفروهم وبينوا ضلالهم ومما قالوا لهم أن المنادى عن غيره كمنادي السلطان يقول أمر السلطان بكذا خرج مرسومه بكذا لا يقول أنى آمركم بكذا وأنهاكم عن كذا والله تعالى يقول فى تكليمه لموسى ( اننى أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدنى وأقم الصلاة لذكرى ) ويقول تعالى إذا نزل ثلث الليل الغابر ( من يدعونى فأستجيب له من يسألنى فأعطيه من يستغفرني فاغفر له ) وإذا كان القائل ملكا قال كما فى الحديث الذى فى الصحيحين ( إذا أحب الله العبد نادى فى السماء يا جبريل أنى أحب فلانا فاحبه فيحبه جبريل وينادى فى السماء أن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ويوضع له القبول فى الأرض ( فقال جبريل فى ندائه عن الله تعالى ( أن الله يحب فلانا فأحبوه ( وفي نداء الرب يقول ( من يدعونى فأستجيب له من يسألنى فأعطيه من يستغفرنى فأغفر له (