وقالت الكلابية بل تقوم به الصفات ولا تقوم به الحوادث ونحن لا نسمى الصفات أعراضا لأن العرض عندنا لا يبقى زمانين وصفات الله تعالى باقية وقالوا وأما الحوادث فلو قامت به لم يخل منها لأن القابل للشىء لا يخلو منه ومن ضده وما لا يخلو عن الحوادث فهو حادث
فقال الجمهور المنازعون للطائفتين أما قول أولئك أنه لا تقوم به الصفات لأنها اعراض والعرض لا يقوم إلا بجسم وليس بجسم فتسمية ما يقوم بغيره عرضا اصطلاح حادث وكذلك تسمية ما يشار إليه جسما اصطلاح حادث أيضا و ( الجسم ( فى لغة العرب هو البدن وهو الجسد كما قال غير واحد من أهل اللغة منهم الأصمعى وأبو عمرو فلفظ الجسم يشبه لفظ الجسد وهو الغليظ الكثيف والعرب تقول هذا جسيم وهذا أجسم من هذا أي أغلظ منه قال تعالى ( وزاده بسطة فى العلم والجسم ) وقال تعالى ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم ) ثم قد يراد بالجسم نفس الغلظ والكثافة ويراد به الغليظ الكثيف
وكذلك النظار يريدون بلفظ ( الجسم ( تارة المقدار وقد يسمونه الجسم التعليمى وتارة يريدون به الشىء المقدر وهو الجسمي الطبيعى والمقدار المجرد عن المقدر كالعدد المجرد عن المعدود وذلك لا يوجد إلا

__________


الصفحة التالية
Icon