بشىء من علمه إلا بما شاء ) وتسمية نفسه شيئا فى قوله ( قل أى شىء أكبر شهادة قل الله شهيد بينى وبينكم ) وأن قوله ( كل شىء ) يعم بحسب ما اتصل به من الكلام
فان الاسم تتنوع دلالته بحسب قيوده ففي قوله ( وهو بكل شىء عليم ) دخل فى ذلك نفسه لأنها تصلح أن تعلم وفى قوله ( وهو على كل شىء قدير ) دخل فى ذلك ما يصلح أن يكون مقدورا وذلك يتناول كل ما كانت ذاته ممكنة الوجود وقد يقال دخل فى ذلك كل ما يسمى شيئا بمعنى ( مشيئا ( فان ( الشىء ( فى الأصل مصدر وهو بمعنى المشىء فكل ما يصلح أن يشاء فهو عليه قدير وإن شئت قلت قدير على كل ما يصلح أن يقدر عليه والممتنع لذاته ليس شيئا باتفاق العقلاء وفى قوله ( الله خالق كل شىء ) قد علم أن الخالق ليس هو المخلوق وانه لا يتناوله الاسم وإنما دخل فيه كل شىء مخلوق وهي الحادثات جميعها
هذا مع أن أهل السنة يقولون أن العبد له مشيئة وقدرة وإرادة وهو فاعل لفعله حقيقة وينهون عن إطلاق ( الجبر ( فان لفظ ( الجبر ( يشعر أن الله أجبر العبد على خلاف مراد العبد كما تجبر المرأة على النكاح وليس كذلك بل العبد مختار يفعل باختياره ومشيئته ورضاه ومحبته ليس مجبورا عديم الارادة والله خالق هذا

__________


الصفحة التالية
Icon