مذاهبهم إلا فى ( مسألة اللفظ ( وبين أن سبب ذلك لما وقع فيها من الغموظ والنزاع بينهم فى كثير من المواضع لفظى ولم يكن بين الناس نزاع فى أن كلام العباد الذى لم ينزله الله تعالى أنه محدث مخلوق وإن كان الكلام فى ( حروف الهجاء ( وفى ( أسماء المحدثات ( فيه نزاع هو الذى أوقع هؤلاء الجهال فى ما ارتكبوه من المحال كما سننبه عليه إن شاء الله تعالى
ولا يتسع هذا الجواب لشرح ( مسألة اللفظ ( مبسوطا ولكن ننبه عليه مختصرا فنقول أن الله تعالى أرسل رسله وأنزل عليهم كتبه وأمرهم أن يبلغوا إلى الناس ما أنزل الله عليهم من وحيه وكلامه
فمن الناس من آمن بالله ورسله وصدقهم فيما جاءوا به من عند الله وأطاعهم فيما أمروا به وهؤلاء هم المؤمنون فى كل وقت وزمان وهم أهل الجنة والسعادة كما قال تعالى ( سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ) وقال تعالى ( ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
ومن الناس من كفر بهم وكذب مثل الأمم الذين قص الله علينا أخبارهم من قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة وفرعون

__________


الصفحة التالية
Icon