ويقرون برسالة محمد من حيث الجملة ويعظمونه ويقولون اتفق فلاسفة العالم على أنه لم يرد الى الأرض ناموس أعظم من ناموسه لكنهم مع هذا يكفرون ببعض ما جاء به مثل أن يسوغوا اتباع غير دينه من اليهودية والنصرانية وقد يسوغون الشرك أيضا للعامة أو للخاصة مثل أن يسوغوا دعوة الكواكب وعبادتها والسجود لها وقد يكذبون في الباطن باشياء مما أخبر بها ويزعمون أن ما أخبر به من أمور الإيمان بالله واليوم الآخر إنما هي أمثال مضروبة لتفهيم العامة مالا يجوز إظهاره وإبانة حقيقته وذلك أنهم بزعمهم
وقد يزعمون أن حقيقة العلم بالله تؤخذ من غير ما جاء به الرسول وان من الناس من يكون أعلم بالله منه أو أفضل منه ونحو ذلك من المقالات وهذا الضرب ما زال موجودا لا سيما مع القرامطة الباطنية من الاسماعيلية والنصيرية والملوك العبيدية الذين كانوا يدعون الخلافة ومع الخرمية والمزدكية وأمثالهم من الطوائف وهؤلاء خواصهم أكفر من اليهود والنصارى ومن الغالية الذين يقولون بالهية على ونحوه من البشر أو نبوته وهم منافقون زنادقة لكن فى كثير من اتباعهم

__________


الصفحة التالية
Icon