( فصل (
فلما كان فى الأمم كفار ومنافقون يكفرون ببعض الرسالة دون بعض إما فى القدر وإما فى الوصف كما أن فيهم كفار ومنافقون يكفرون بأصل الرسالة وكان فى الكفار بأصل الرسالة من قال أن الرسول شاعر وساحر وكاهن ومعلم ومجنون ومفترى كما كان رئيس قريش وفيلسوفها وحكيمها الوليد بن المغيرة الوحيد المذكور فى قوله تعالى ( ذرنى ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع أن أزيد كلا إنه كان لآياتنا عنيدا سأرهقه صعودا إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال أن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر )
فإنه صنع صنع الفيلسوف المخالف للرسل فى تفكيره أولا الذى هو طلب الانتقال من تصور طرفى القضية إلى المبادىء الموجبة للتصديق ليظفر بالحد الأوسط ثم قدر ثانيا والتقدير هو ( القياس ( وهو الانتقال من المبادىء إلى المطلوب بالقياس المنطقى الشمولى ولعمرى

__________


الصفحة التالية
Icon