اصطلحوا على تقسيم ( المتقابلين بالنفى والاثبات ( إلى النقيضين وإلى ما يسمونه ( العدم والملكة ( في ( العدم ( عندهم سلب الشىء عما من شأنه أن يكون متصفا به كالعمى والخرس فإنه عدم البصر والكلام عما من شأنه أن يكون بصيرا متكلما فأما الجماد فلا يسمونه لا بهذا ولا بهذا
( وشبهتهم ( لبست على طائفة من أهل النظر فظنوا أنه إذا لم يوصف بصفات الكمال من الحياة والعلم والسمع والبصر والكلام لم يلزم أن يتصف بصفات النقص لأنهما متقابلان تقابل ( العدم والملكة ( لا تقابل النقيضين
فيقال لهم هذا أولا اصطلاح لكم وإلا فغيركم يسمى الجماد ميتا ومواتا ونحو ذلك كما فى مثل قوله ( والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء )
ويقال لهم ( ثانيا ( النظر فى المعانى العقلية ومعلوم أن عدم هذه الصفات يستلزم النقص الثابت بعدمها
ويقال لهم ( ثالثا ) إذا قلتم لا يتصف بواحد منهما لكونه لا يقبل ذلك فهذا النقص أعظم من نقص العمى والصمم والبكم فانما لا يقبل

__________


الصفحة التالية
Icon