من شعر لبيد يعلمون أن هذا كلام لبيد وأن قوله % قفانبك من ذكرى حبيب ومنزل %
هو من كلام امرىء القيس مع علمهم أنهم إنما سمعوها من غيره بصوت ذلك الغير فجاء المؤمنون ببعض الحق دون بعض فقالوا ليس هذا أو لا نسمع إلا صوت العبد ولفظه ثم قال ( النفاة ( ولفظ العبد محدث وليس هو كلام الله فهذا المسموع محدث وليس هو كلام الله وقالت ( المثبتة ( بل هذا كلام الله وليس إلا لفظه أو صوته فيكون لفظه أو ( صوته ) كلام الله وكلام الله غير مخلوق أو قديم فيكون لفظه أو صوته غير مخلوق أو قديم وكل من الفريقين قد علم الناس بالضرورة من دين الأمة بل وبالعقل انه مخطىء فى بعض ما قاله مبتدع فيه ولهذا أنكر الأئمة ذلك وإذا رجع أحدهم إلى فطرته وجد الفرق بين أن يشير إلى الكلام المسموع فيقال هذا كلام زيد وبين أن يقول هذا صوت زيد ويجد فطرته تصدق بالأول وتكذب بالثانى قال الله تعالى ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ) وقال النبى ( زينوا القرآن بأصواتكم (
وكل أحد يعلم بفطرته ما دل عليه الكتاب والسنة من أن الكلام

__________


الصفحة التالية
Icon