والتنازع فى هذا الباب مثل ( مسألة الايمان ( هل هو مخلوق أو غير مخلوق و ( مسألة نور الايمان ( و ( الهدى ( ونحو ذلك من المسائل التى يكثر تنازع أهل الحديث والسنة فيها ويتمسك كل فريق ببعض من الحق فيصيرون بمنزل الذين أوتوا نصيبا من الكتاب مختلفين فى الكتاب كل منهم بمنزلة الذى يؤمن ببعض ويكفر ببعض وهم عامتهم فى جهل وظلم جهل بحقيقة الايمان والحق وظلم الخلق ويقع بسببها بين الأمة من التكفير والتلاعن ما يفرح به الشيطان ويغضب له الرحمن ويدخل به من فعل ذلك فيما نهى الله عنه من التفرق والاختلاف ويخرج عما أمر الله به من الاجتماع والائتلاف وأصل ذلك القرب والاتصال الحاصل بين ما أنزله الله تعالى من القرآن والايمان الذى هو من صفاته وبين أفعال العباد وصفاتهم فلعسر الفرق والتمييز يميل قوم إلى زيادة فى الاثبات وآخرون إلى زيادة فى النفى ولهذا كان مذهب الامام أحمد والأئمة الكبار النهى عن الاثبات العام والنفى العام بل إما الامساك عنهما وهو الأصلح للعموم وهو جمل الاعتقاد واما التفصيل المحقق فهو لذى العلم من أهل الايمان كما أن الأول لعموم أهل الايمان
وهذه المسألة لها أصلان