فضحى به خالد بن عبد الله القسرى يوم اضحى فانه خطب الناس فقال فى خطبته ضحوا أيها الناس تقبل الله ضحاياكم فانى مضح بالجعد بن درهم أنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيرا ثم نزل فذبحه وكان ذلك فى زمن التابعين فشكروا ذلك وأخذ هذه المقالة عنه جهم إبن صفوان وقتله بخراسان سلمة بن أجوز وإليه نسبت هذه المقالة التى تسمى ( مقالة الجهمية ( وهى نفى صفات الله تعالى فانهم يقولون ان الله لا يرى فى الآخرة ولا يكلم عباده وانه ليس له علم ولا حياة ولا قدرة ونحو ذلك من الصفات ويقولون القرآن مخلوق ووافق الجهم على ذلك ( المعتزلة ( أصحاب عمرو بن عبيد وضموا اليها بدعا أخرى فى القدر وغيره
لكن المعتزلة يقولون ان الله كلم موسى حقيقة وتكلم حقيقة لكن حقيقة ذلك عندهم انه خلق كلاما في غيره إما في شجرة وإما في هواء وأما في غير ذلك من غير أن يقوم ذلت الله عندهم كلام ولا علم ولا قدرة ولا رحمة ولا مشيئة ولا حياة ولا شيء من الصفات
والجهمية تارة يبوحون بحقيقة القول فيقولون ان الله لم يكلم موسى تكليما ولا يتكلم وتارة لا يظهرون هذا اللفظ لما فيه من الشناعة المخالفة لدين الاسلام واليهود والنصارى فيقرون باللفظ