به المعنى الأول وهو كونه مسموعا من المبلغ عنه لا أنه مسموع منه ولا أن تكلمه الذى يختص بالكلام وجد
وإذا كان هذا فى كلام النبى فكلام الله سبحانه أولى بذلك فإن الناس يعلمون ان احدا منهم لم يسمعه من الله كما سمع موسى كلام الله من الله بل يعلمون أن كلام الله إنما سمع من المبلغين له كما قال تعالى ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ( وقال تعالى ( ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم ( وقال نوح ( ولكنى رسول من رب العالمين أبلغكم رسالات ربى )
وفى سنن أبى داود عن جابر ان النبى كان يقول بالموقف ( ألا رجل يحملنى إلى قومه لأبلغ كلام ربى فإن قريشا منعونى أن أبلغ كلام ربى (
فلما كان هذا مستقرا فى قلوب المستمعين علموا أن قوله تعالى ( وإن أحد من المشركين إستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ( إنما هو سماعه من المبلغين له لا سماعه منه وإن هذا السماع ليس كسماع موسى كلام الله من الله فإن موسى سمعه منه بلا واسطة ونحن إذا سمعنا كلام النبى من الصحابة لم يكن كسمع الصحابة