وإن قال هذا لفظه بمعنى أن هذا بلفظه كذبه الناس فان ( اللفظ ( يراد به المصدر ويراد به الملفوظ وكذلك ( التلاوة ( و ( القراءة ( يراد بذلك المصدر ويراد به الكلام نفسه الذى يقرأ ويتلى
وأصل هذا أن تعلم الجامع والفارق بين سماع الكلام من المتكلم به ومن المبلغ له عن المتكلم به وانه كلامه فى الحالين لكن هو فى أحدهما مسموع منه سماعا مطلقا بغير واسطة وفى الأخرى مسموع منه سماعا مقيدا بواسطة التبليغ كما انك تارة ترى الشمس والقمر والكواكب بطريق المباشرة فلا تحتاج فى ذلك إلى واسطة وتارة تراها فى ماء أو مرآة ونحو ذلك تراها بواسطة ذلك الجسم الشفاف فهى المقصودة بالرؤية فى الموضعين لكن فى احدى الحالتين رأيتها نفسها بالمباشرة رؤية مطلقة وفى الاخرى رايتها رؤية مقيدة بواسطة
وإذا قلت المرئى مثالها أو خيالها أو نحو ذلك قيل أنت تجد الفرق بين رؤيتك خيال الشىء الذى هو ظله وتمثاله الذى هو صورته المصورة وبين رؤيته فى الماء والمرآة إذا كان المرئى هنا وإن كان لابد فيه من توسط خيال فالمقصود بالرؤية هو الحقيقة ولكن تختلف باختلاف المرآة فيرى كبيرا ان كانت المرآة كبيرة وصغيرا

__________


الصفحة التالية
Icon