ابو سليمان الخطابى وابو بكر الخطيب مذهب السلف فى آيات الصفات وأحاديث الصفات اجراؤها على ظاهرها مع نفى الكيفية والنشبيه عنها وقالا فى ذلك ان الكلام فى الصفات فرع على الكلام فى الذات يحتذى فيه حذوه ويتبع فيه مثاله فاذا كان اثبات ذاته اثبات وجود لا اثبات كيفية فكذلك اثبات صفاته اثبات وجود لا اثبات كيفية فلا نقول ان معنى اليد القدرة ولا ان معنى السمع العلم هذا كلامها
وقال بعضهم اذا قال لك الجهمى كيف ينزل الى سماء الدنيا فقل له كيف هو فى نفسه فان قال نحن لا نعلم كيفية ذاته فقل ونحن لا نعلم كيفية صفاته وكيف نعلم كيفية صفة ولا نعلم كيفية موصوفها
ومن فهم من صفات الله تعالى ما هو مستلزم للحدوث مجانس لصفات المخلوقين ثم أراد أن ينفى ذلك عن الله فقد شبه وعطل بل الواجب أن لا يوصف الله الا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله لا نتجاوز القرآن والحديث وان نعلم مع ذلك ان الله تعالى ليس كمثله شىء لا فى نفسه ولا فى أوصافه ولا فى أفعاله وان الخلق لا تطيق عقولهم كنه معرفته ولا تقدر ألسنتهم على بلوغ صفته ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ) وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم