الثانى أن يقال هذه الحروف الموجودة فى القرآن العربى قد تكلم الله بها بأسماء حروف مثل قوله ( الم وقوله المص وقوله الم طس حم كهيعص حم عسق ن ق ) فهذا كله كلام الله غير مخلوق
الثالث أن هذه الحروف إذا وجدت فى كلام العباد وكذلك الأسماء الموجودة فى القرآن اذا وجدت فى كلام العباد مثل آدم ونوح ومحمد وابراهيم وغير ذلك فيقال هذه الاسماء وهذه الحروف قد تكلم الله بها لكن لم يتكلم بها مفردة فان الاسم وحده ليس بكلام ولكن تكلم بها فى كلامه الذى أنزله فى مثل قوله ( محمد رسول الله ) وقوله ( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا ) إلى قوله ( رب اجعلنى مقيم الصلاة ومن ذريتى ) وقوله ( ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ) ونحو ذلك ونحن إذا تكلمنا بكلام ذكرنا فيه هذه الاسماء فكلامنا مخلوق وحروف كلامنا مخلوقة كما قال أحمد بن حنبل لرجل ألست مخلوقا قال بلى قال أليس كلامك منك قال بلى قال أليس كلامك مخلوقا قال بلى قال فالله تعالى غير مخلوق وكلامه منه ليس بمخلوق
فقد نص أحمد وغيره على أن كلام العباد مخلوق وهم إنما