أشباه النصارى دخلوا فى هذا وهذا أولئك مثلوا الخالق بالمخلوق فوصفوه بالنقائص التى تختص بالمخلوق كالفقر والبخل وهؤلاء مثلوا المخلوق بالخالق فوصفوه بخصائص الربوبية التى لا تصلح إلا لله والمسلمون يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفته به رسله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل يثبتون له ما يستحقه من صفات الكمال وينزهونه عن الاكفاء والأمثال فلا يعطلون الصفات ولا يمثلونها بصفات المخلوقات فان المعطل يعبد عدما والممثل يعبد صنما والله تعالى ( ليس كمثله شىء وهو السميع البصير )
ومما ينبغى أن يعرف أن كلام المتكلم فى نفسه واحد وإذا بلغه المبلغون تختلف أصواتهم به فإذا أنشد المنشد قول لبيد % ألا كل شىء ما خلا الله باطل %
كان هذا الكلام كلام لبيد لفظه ومعناه مع أن أصوات المنشدين له تختلف وتلك الأصوات ليست صوت لبيد وكذلك من روى حديث النبى بلفظه كقوله ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء مانوى ( كان هذا الكلام كلام رسول الله لفظه ومعناه ويقال لمن رواه أدى الحديث بلفظه